نظرة شاملة على علم الكونيات: من الفلسفة القديمة إلى نظرية الانفجار العظيم وتوافقها مع الرؤية الإسلامية

مقدمة

يبدأ المحاضر بشكر القائمين على الصرح الأكاديمي والدكتور خليفة الظاهري، ثم يوضح هدف السلسلة: استعراض أهم النظريات العلمية للكون مع ربطها بالمفهوم الإسلامي.

تاريخ تصور الإنسان للكون

• العصور القديمة: كان يُنظر إلى "العالم" كمنطقة أرضية وسماوية منفصلة؛ كلمة "الكون" لم تكن موجودة في القرآن.
• الخريطة الجغرافية الإسلامية: تم وضع خريطة العالم التي وضعت الجزيرة العربية في الوسط، ثم توسعت لتشمل أفريقيا وأوروبا وآسيا.
• النموذج الجيوسينتري: الأرض في مركز الكون، والسبعة كواكب (الشمس، القمر، كوكب عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل) تدور حولها.

الثورة الكونية في القرن العشرين

• نموذج كوبرنيكوس (1543): الشمس في المركز، الأرض ككوكب يدور حولها؛ أثار جدلاً في الكنيسة.
• قانون الجاذبية لنيوتن: يفسر حركة الأجرام بوجود قوة تجاذب.
• نسبية أينشتاين (1915): الجاذبية نتيجة انحناء الزمكان؛ تعديل معادلة نيوتن لتشمل تأثير الكتلة على الزمكان.
• اكتشاف المجرات الخارجية: إدوين هابل (1925) رصد انزياح الأحمر للمجرات، دليل على توسع الكون.

نظرية الانفجار العظيم وأدلتها

• الانفجار العظيم: فكرة أن الكون بدأ من نقطة ذات كثافة وحرارة لا نهائية قبل حوالي 13.8 مليار سنة.
• الأدلة الرصدية:
• انزياح الأحمر للمجرات (توسع الكون).
• الإشعاع الخلفي الكوني (CMB): إشعاع مايكروويف موحد في كل الاتجاهات، بقايا الانفجار الأولي.
• تركيب العناصر: 90% هيدروجين، 9% هيليوم، والباقي عناصر أثقل؛ تتطابق مع حسابات النواة بعد الانفجار.
• الضبط الدقيق: الثوابت الكونية (سرعة الضوء، شحنة الإلكترون، ثابت الجاذبية) دقيقة جداً؛ أي تغيير بسيط يغير بنية الكون بالكامل.

المادة المظلمة والطاقة المظلمة

• المادة المظلمة: تشكل حوالي 27% من محتوى الكون، لا تتفاعل مع الضوء لكن تأثيرها الجاذبي واضح.
• الطاقة المظلمة: تمثل ~68% وتسبب تسارع توسع الكون منذ حوالي 5 مليارات سنة؛ مصدر الطاقة غير معروف حتى الآن.

توسع الكون المتسارع

• اكتشاف التسارع (منذ 1998) أظهر أن الكون لا يتوسع بمعدل ثابت بل يزداد سرعته، ما يطرح سؤالاً حول مصدر الطاقة المظلمة.

أسئلة فلسفية وعلمية

• تعدد الأكوان: فرضية وجود أكوان متعددة قد تفسر بعض القضايا غير المحلولة.
• مكانة الإنسان: هل الكون خُلق لغاية الإنسان أم أن الإنسان جزء من نظام أوسع؟
• إمكانية وجود حياة ذكية أخرى: إذا وجدت، فكيف سيؤثر ذلك على فهمنا الديني والعلمي؟

الرؤية الإسلامية للكون

• الآيات الكونية: ذكر "الميزان" و"المقدار" في القرآن يدل على ضبط دقيق للكون.
• التوحيد: نظام الكون المتناغم يعكس وحدة الخالق.
• العلم كوسيلة للتقرب إلى الله: استكشاف الكوسمولوجيا يُنظر إليه كطريق لفهم خالق الكون.

خاتمة

المحاضر يربط بين التطورات العلمية الحديثة (الضبط الدقيق، المادة المظلمة، الطاقة المظلمة) والرؤية الإسلامية، مؤكدًا أن العلم لا يتعارض مع الإيمان بل يثري الفهم الروحي للكون.

علم الكونيات يوضح أن الكون بدأ بانفجار عظیم وتوسع مستمر، وأن تركيبه وتوازنه الدقيق لا يمكن تفسيرهما إلا بوجود قوانين فيزيائية ثابتة وربما بوجود خالق. هذه المعرفة العلمية تعزز تأملنا في عظمة الخالق وتدعونا إلى تواضع أمام حجم الكون ومكانتنا فيه.