التحضير الأوروبي للحرب: التجنيد الإجباري، البنية التحتية والصناعات الدفاعية

Summary Date:

3 min read

Summary

التحضير الأوروبي للحرب: التجنيد الإجباري، البنية التحتية والصناعات الدفاعية

مقدمة

في حلقة بودكاست "احاطة" يناقش الضيفان محمد مش (صحفي دفاعي) وأحمد مولانا (باحث دراسات أمنية) تقريراً صادره مركز دراسات تابع لوزارة الدفاع الفرنسية حول ظاهرة التجنيد الإجباري في أوروبا وتوجهات الدول الأوروبية نحو تعزيز قدراتها العسكرية في ظل الحرب الروسية‑الأوكرانية.

التجنيد الإجباري vs التطوعي

  • التجنيد التطوعي: يتيح للجنود اكتساب مهارات متخصصة على مدار سنوات خدمة طويلة، لكنه ينتج جيشاً أصغر حجماً.
  • التجنيد الإجباري: يضمن عددًا كبيرًا من الجنود ذوي التدريب الأساسي لمدة سنة‑ثلاث سنوات، ما يقلل تكلفة التدريب ويزيد القدرة على تعبئة المجتمع في أوقات الأزمة.
  • التجربة النرويجية: فرضت التجنيد الإجباري على الرجال والنساء، بينما دول أخرى (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) تناقش عودة التجنيد الإجباري للجميع.

دوافع أوروبا لتطبيق التجنيد الإجباري

  • نقص الأيدي العاملة العسكرية نتيجة انخفاض معدلات المواليد وارتفاع متوسط عمر الجنود (مثال: متوسط عمر الجندي الألماني 34 سنة).
  • الاعتماد المفرط على الدعم العسكري والذخائر الأمريكية (أكثر من 66% من الذخائر الأوروبية مستوردة من الولايات المتحدة).
  • الحاجة إلى قوات قادرة على السيطرة على المناطق وتوفير الأمن الداخلي أثناء الحروب، حيث لا تستطيع الشرطة أداء مهامها في ظل الصراع.

التحديات الديموغرافية والاجتماعية

  • تراجع معدلات المواليد وزيادة نسبة الشيخوخة في المجتمعات الأوروبية.
  • ثقافة الرفاهية وحقوق الإنسان التي سادت العقود الستين الأخيرة، مما يقلل الرغبة في الانضمام إلى الجيش.
  • مقاومة داخلية للقرارات السياسية التي قد تُعيد التجنيد الإجباري، خاصةً في دول ذات تقاليد ديمقراطية قوية.

البنية التحتية العسكرية والنقل

  • مشاريع النقل: مبادرة بين 8 دول لتسريع نقل القوات، تشمل بناء 500 مشروع بنية تحتية بقيمة تقارب 70 مليار دولار، مع توقع استكمالها بحلول 2030.
  • نقص الجسور والسكك الحديدية: معظم الجسور الأوروبية تتحمل وزن 40 طن فقط، بينما الدبابات الحديثة تزن 55‑70 طن، ما يستدعي تحديثاً واسعاً.
  • مخازن الوقود وقطع الغيار: الحاجة إلى توسيع مخازن الوقود وتطوير ورش صيانة لتقليل الاعتماد على الإمدادات الخارجية.

الصناعات الدفاعية المشتركة

  • مشروع "يوروفايتر": تعاون بين بريطانيا وألمانيا وإيطاليا لتطوير طائرة مقاتلة متقدمة، مع توقع دخول الخدمة في 2040.
  • دروع السماء (Sky Shield): نظام دفاع جوي متعدد الطبقات يجمع بين صواريخ باتريوت الألمانية، نظام AR‑3 الأمريكي، وأنظمة متوسطة المدى الأوروبية.
  • الشراكات مع تركيا: تعاون إيطاليا مع شركة "بايكر" التركية لتصنيع مسيرات، ما يخفف التكلفة مقارنةً بالمسيرات الأمريكية (MQ‑9) التي تكلف 30‑35 مليون دولار.
  • تسريع الإنتاج: القدرة الأوروبية على مضاعفة إنتاج القذائف 155 مم إلى 2 مليون وحدة سنوياً لتلبية احتياجات أوكرانيا.

التحالفات الأمنية وموقف الولايات المتحدة

  • تحول الولايات المتحدة من "ضامن" إلى "شريك" يضغط على أوروبا لتقليل الاعتماد العسكري الأمريكي.
  • الانقسام داخل أوروبا بين دول تميل إلى الاعتماد على المظلة الأمريكية (بريطانيا) وأخرى تسعى لتأسيس نظام أمني أوروبي مستقل (فرنسا).
  • مخاوف من تغير السياسات الأمريكية (مثلاً تحت إدارة ترامب) قد تترك أوروبا وحيدة أمام التهديد الروسي.

الخلاصة

تسعى أوروبا إلى تعزيز جاهزيتها الحربية عبر: 1. إعادة النظر في نظام التجنيد لتأمين عدد كافٍ من الجنود. 2. تحديث البنية التحتية للنقل واللوجستيات. 3. تعزيز الصناعات الدفاعية المشتركة وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية. 4. بناء تحالف أوروبي أكثر استقلالية في المجال الأمني.

هذه الخطوات تواجه تحديات سياسية، اقتصادية واجتماعية، لكنها تُظهر إدراك أوروبا لضرورة التحضير لسيناريوهات صراع أكبر قد يلوح في الأفق.

أوروبا تعيد تقييم استراتيجياتها الدفاعية عبر التجنيد الإجباري، تحديث البنية التحتية، وتعزيز الصناعات العسكرية المشتركة لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، إلا أن النجاح يتطلب توافقاً سياسياً داخلياً وتجاوزاً للتحديات الديموغرافية والاقتصادية.