تحول النظام المالي: من أقدم البنوك إلى العملات المستقرة وتحديات البنوك التقليدية

Summary Date:

3 min read

Summary

تحول النظام المالي: من أقدم البنوك إلى العملات المستقرة وتحديات البنوك التقليدية

مقدمة تاريخية

  • منذ آلاف السنين، كان معبد بابل الكهنوي أول مؤسسة تشبه البنك حيث كان الناس يودعون غلالهم ومواشيهم مقابل إيصالات طينية تُعد أقدم "إيصال بنكي".
  • خلال عصر النهضة، أسست عائلة ميديتشي شبكة بنوك أوروبية مكنت الملوك من تمويل حروبهم، فأصبح البنك ليس مجرد حافظة للمال بل صانعًا للسلطة الاقتصادية.

ظهور العملات المشفرة

  • في عام 2008، نشر شخص مجهول يُدعى "ساتوشي ناكاموتو" ورقة بحثية تصف نظامًا ماليًا لا يحتاج إلى بنوك ولا وسطاء، مما أدى إلى ظهور البيتكوين.
  • تلتها عملات مشفرة أخرى، ثم ظهرت "العملات المستقرة" (Stablecoins) كجسر بين العملات الرقمية التقليدية (بيتكوين، إيثيريوم) والعملات الورقية (الدولار).

ما هي العملات المستقرة وكيف تعمل

  • الهدف: الحفاظ على قيمة ثابتة (عادةً 1 دولار) لتفادي تقلبات الأسعار في سوق الكريبتو.
  • أنواعها الرئيسية:
  • مدعومة بأصول حقيقية (دولار أو سندات خزانة) – مثال: USDT, USDC.
  • مدعومة بعملات رقمية (مثل DAI) حيث تُحتجز عملات مشفرة ذات قيمة أعلى كضمان.
  • خوارزمية (لا احتياطي حقيقي) – تعتمد على العرض والطلب، وقد شهدت فشلًا مثل "Terra".
  • آلية العمل: تُصدر الشركة المصدرة عددًا من العملات يساوي قيمة الاحتياطي، وتُحفظ الاحتياطيات في حسابات بنكية أو أصول رقمية لضمان استقرار السعر.

التشريع الأمريكي وتأثيره (قانون جينيس)

  • في يوليو 2025 وقع الرئيس دونالد ترامب قانون "جينيس" الذي يضع إطارًا قانونيًا للعملات المستقرة المدعومة بأصول حقيقية.
  • يسمح القانون بـ:
  • استخدام العملات المستقرة في التحويلات الدولية الفورية (بدلاً من أيام عبر نظام سويفت).
  • تمكين الشركات من سداد الفواتير والدفعات فورًا.
  • إتاحة حسابات عملات مستقرّة للزبائن داخل البنوك التقليدية.
  • رخصة للبنوك، شركات الفنتك، والولايات لتصنيع عملات مستقرّة خاصة بها.

كيف تهدد العملات المستقرة البنوك التقليدية

  • فارق الفائدة: حسابات المستقرات تقدم عوائد سنوية تصل إلى 4% مقارنةً بـ 0% في حسابات التوفير البنكية الأمريكية.
  • تكلفة التحويل: التحويلات عبر المستقرات تكلف سنتات وتستغرق دقائق، بينما التحويلات البنكية قد تستغرق أيام وتكلف 6‑9% من المبلغ.
  • قروض لامركزية: منصات التمويل اللامركزي (DeFi) تسمح بالحصول على قروض بضمان عملات مشفرة دون الحاجة إلى تقييم ائتماني أو إجراءات بنكية.
  • تسرب الودائع: تقرير وزارة الخزانة الأمريكية حذر من أن 6.6 تريليون دولار (≈36% من إجمالي الودائع الأمريكية) معرضة للانتقال إلى منصات المستقرات.
  • ضغط على نموذج البنك التقليدي: انخفاض الطلب على القروض التقليدية قد يحد من قدرة البنوك على توليد الأرباح، ما قد يؤدي إلى أزمات سيولة إذا سحب العملاء أموالهم بسرعة.

التحولات المستقبلية للقطاع المصرفي

  • دمج الخدمات: البنوك التي تتبنى تقنية البلوك تشين وتقدم حسابات مستقرّة ستستطيع الحفاظ على العملاء.
  • إعادة هيكلة القوى العاملة: سيقل عدد الموظفين الروتينيين، بينما سيزداد الطلب على خبراء التقنية، إدارة المخاطر، وتكامل الأنظمة اللامركزية.
  • شمول مالي: المستقرات ستمكن مليارات الأشخاص غير المتعاملين مع البنوك (في أفريقيا، آسيا، وغيرها) من الدخول إلى النظام المالي العالمي عبر هواتفهم.
  • منافسة شديدة: البنوك التي ترفض التغيير قد تواجه تراجعًا حادًا أو اختفاءً، بينما تلك التي تدمج المستقرات والبلوك تشين ستستمر وتزدهر.

ملاحظة إنسانية

  • يذكر المتحدث معاناة أهل غزة والسودان واليمن، مؤكدًا أن التحولات المالية يجب أن تخدم تحسين حياة الناس وتوفير المساعدات بفعالية أكبر.

دعوة للتعلم

  • يُشجع المتحدث على الاستفادة من دورات الذكاء الاصطناعي في "أكاديمية حاسوب" لتأهيل المتعلمين لسوق العمل المتطور، مع توفير كوبون خصم للمتسجلين الأوائل.

خلاصة

  • العملات المستقرة ليست مجرد ظاهرة تقنية، بل هي عامل تغيير جذري سيعيد تشكيل النظام المالي العالمي، وتفرض على البنوك التقليدية إعادة التفكير في نماذج أعمالها لتظل ذات صلة في المستقبل.

العملات المستقرة تشكل تهديدًا حقيقيًا للنموذج البنكي التقليدي؛ فبفضل استقرارها، تكلفتها المنخفضة، وسرعة تحويلاتها، تجذب العملاء وتضغط على البنوك لتحديث خدماتها أو المخاطرة بالاندثار.